نشرة الزاد 13 - Az-Zad 13th Issue
مرحبًا بكم في العدد الثالث عشر من نشرة "الزّاد"، الصادرة عن الشبكة العربية للعلوم السياسية.
نحرص في كل عدد على انتقاء مجموعة من الأبحاث والمقالات الأكاديمية الحديثة، الصادرة باللغة العربية والإنجليزية، والتي تتناول مواضيع بحثية متنوّعة من وعن العالم العربي ومحيطه الجغرافي. تتضمن النشرة ملخّصات مختارة لمقالات أكاديمية منشورة في مجلات/دوريات محكّمة، مع توفير ترجمة عربية للملخصات المكتوبة بالإنجليزية وترجمة إنجليزية للملخصات المنشورة بالعربية، تعزيزًا للتبادل المعرفي وإتاحة أوسع للمضامين.
نتطلع إلى أن تُسهم هذه النشرة، بمحتواها المنتقى، في فتح نوافذ أرحب للبحث والتفكير والنقاش المعرفي.
*تنويه: تستقي النشرة النصوص المرافقة لكل مقالة مباشرةً من المجلة/ الدورية التي نشرتها، مع الحفاظ الكامل على حقوق المؤلف والناشر والجهة الناشرة. ويقتصر دور فريقنا على نقل هذه النصوص وترجمتها وعرضها دون أي تعديل أو إضافة.*
الأعراف الاجتماعية والثقافية وأثرها في حقوق المرأة وسياساتها: النموذج المصري
سلمى عبد الستار عبد الله عبد الرحمن
"يقصد بالأعراف المعايير الاجتماعية السائدة، التي تمثل الموروث الثقافي لدى المجتمع، وهي قواعد غير مكتوبة للمعتقدات والمواقف والسلوكيات، يتقاسمها الناس في مجتمع أو مجموعة معينة أو ثقافة معينة، وتحدد ما يُعد سلوكًا «طبيعيًا» ومناسبًا، ومن ثم مقبولًا. ومع ذلك، فإن الأعراف الاجتماعية دينامية ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، مع ظهور أعراف جديدة لتحل محل الأعراف القديمة. والأعراف الجنسانية هي مجموعة فرعية من الأعراف الاجتماعية التي تتعلق على وجه التحديد بالأدوار الاجتماعية للجنسين وبالفوارق بينهما. وهي معتقدات راسخة ومنتشرة على نطاق واسع تحدد أدوار الجنسين أو علاقات القوة أو التوقعات التي تحكم السلوكيات والممارسات المتوقعة من الجنسين في سياق اجتماعي معين وفي وقت معين[1]. ويعدّ اختلاف القيم والمعايير الثقافية بين المجتمعات أحد العوامل الرئيسية المفسرة لاختلاف أوضاع حقوق المرأة، فالتقاليد السياسية وحدها غير كافية لتعزيز فكرة حقوق المرأة وتمكينها في المجتمع، بل يتطلب ذلك رسوخ بعض القيم الثقافية، كقيم حقوق الإنسان، وتكافؤ الفرص والعدالة، وتقبل الآخر في الوعي الجمعي للأفراد، فهذه القيم تسهم على نحو أكبر في تأهيل المجتمع للتعامل مع قضايا المرأة بصورة أكثر جدية والتزامًا وإنصافًا. تتمثل المشكلة الرئيسية لهذه الدراسة بتحليل طبيعة الأعراف الاجتماعية المتعلقة بحقوق المرأة، ودراسة مدى تأثيرها في حقوق وسياسات المرأة، مع التطبيق على نموذج المرأة المصرية."
محمد صالح المسفر
"تهتم الصين في سياستها الخارجية بتعزيز العلاقات مع الدول ذات الأهمية في العالم، سواء أكانت دولًا كبيرة أم صغيرة، إذ تؤدي ثقافتها الاستراتيجية دورًا مهمًا في تفسير رؤيتها للنظام الدولي وأهدافها، ومن ثمّ أدواتها التي تُعزّز من خلالها مكانتها. وتُركّز حتى الآن على أدوات القوة الناعمة في علاقاتها مع دول العالم، وبخاصة في المجال الاقتصادي. وتدرك أهمية دولة قطر ضمن المنطقة العربية عمومًا، والدول المصدّرة للطاقة خصوصًا، إذ عملت على توقيع عقود طويلة الأمد، تتعلق باستيراد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، وتقوم ببناء ناقلات عملاقة للغاز الطبيعي المسال لمصلحة قطر. وعلى الرغم من أن دولة قطر تُعدّ حليفًا رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، فإن الصين وقطر وقّعتا شراكة استراتيجية في عام 2014، تشمل مجالات عدة. وتسعى الدولتان لتطوير هذه الشراكة بما يتلاءم مع استراتيجية الصين المتعلّقة بمشروع "الحزام والطريق" ورؤية قطر الوطنية 2030."
عبير أبو عرام
"يبشر الذكاء الاصطناعي بموجة من التغييرات عبر الأطياف العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو بدأ يُنظر إليه بوصفه وسيلة لتعظيم قوة الدول ومن ثم تحسين مكانتها النسبية في النظام الدولي. يحاول هذا البحث دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي في تعزيز قوة الدول في هذا النظام ومن ثم تحوُّلات القوى فيه، ولا سيَّما الولايات المتحدة الأمريكية والصين، كونهما من أهم الدول التي تسعى للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. يتناول البحث التنافس الأمريكي – الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد توصل إلى أن للذكاء الاصطناعي قدرة على تعزيز قوة الدول، كالصين، وبخاصة مع سعيها الدؤوب إلى تحقيق الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي."
إلى الأمام نحو الماضي؟ التداعيات الإقليمية لحرب غزة (إنجليزية)
مورتن فالبورن، أندريه بانك، مي دارويش
تمثل حرب غزة نهاية العقد الطويل الذي أعقب الانتفاضات العربية. في هذه الورقة، نستكشف كيف غيّر هذا الصراع المشهد السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط، الذي يشبه في بعض جوانبه ديناميكيات ما قبل عام 2011، لكنه يتضمن عناصر جديدة.
من ناحية، أعادت الحرب المنطقة "إلى الأمام نحو الماضي" من خلال إحياء قضية "فلسطين" كمحور مركزي، وتسليط الضوء على ما يُعرف بمحور المقاومة، وزيادة وضوح الفجوة بين الأنظمة والشعوب في دول الشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى، أنتجت الحرب تداعيات جديدة؛ إذ أصبحت "فلسطين" اليوم تحظى بصدى عالمي أوسع من الأطر العربية والإسلامية السابقة. كما تغيّر هيكل التحالفات الإقليمي، حيث تراجع ما يُعرف بـ"المعسكر العربي المعتدل"، وبرزت أطراف جديدة مثل الحوثيين في اليمن، الذين انضموا إلى محور المقاومة.
كما أيضًا تتناول هذه الدراسة فكرة أن حرب غزة تُعد نقطة تحول حاسمة ستستمر تداعياتها على السياسة الإقليمية والداخلية في الشرق الأوسط لسنوات قادمة.
النخب الاقتصادية، شركات الأمن الخاصة، وإدارة الصراع في سوريا (إنجليزية)
سامر عبّود
ظهرت نخبة صراعية في سوريا في خضم تصاعد العنف وتدهور الاقتصاد. وقد بدأت هذه النخبة كوسطاء اقتصاديين قبل أن تتولى أدوارًا رئيسية في اقتصاد الحرب السوري، بالإضافة إلى مناصب ذات طابع سياسي شكلي في مجالس إدارة غرف التجارة الكبرى والشركات القابضة.
في هذه المواقع، قام العديد منهم بتمويل ميليشيات خاصة والسيطرة عليها لدعم استراتيجية النظام العسكرية. وبعد عام 2015، قاد الروس برنامجًا لتفكيك الميليشيات، حوّلها إلى شركات أمن خاصة (PSCs).
تطرح هذه الورقة عدة تساؤلات حول كيفية توجيه النخبة الصراعية التي ظهرت نحو العمل ضمن شركات الأمن الخاصة، كجزء من استراتيجية أوسع للنظام تهدف إلى إدارة الصراع والبقاء، وماذا تكشف أدوار هذه النخبة عن العلاقة بين الدولة والقطاع الخاص.
تُجادل هذه الدراسة بأن شركات الأمن الخاصة وفّرت فرصًا لتوزيع الريع، ما مكن النظام من إنتاج وتوجيه نخبة موالية نحو أهداف إدارة الصراع. تضم هذه الشركات نخبة من رجال الأعمال المرتبطين بالصراع، ومسؤولين أمنيين حاليين وسابقين، وقادة عسكريين، ضمن شبكات متشابكة تُغَيِّب الحدود بين العام والخاص، وبين الصراع والأمن.
تلعب شركات الأمن الخاصة دورًا أساسيًا في استراتيجيات النظام لإدارة الصراع من خلال التوسط بين الصراع والأمن.
تشريح الدولة المتكاملة في لبنان بعد الحرب: الاقتصاد السياسي للكارتيلات والرضى الشعبي (إنجليزية)
باسل ف. صلوخ
توسع هذه المقالة المفهوم الأساسي الذي طرحه أنطونيو غرامشي حول "الدولة المتكاملة" لتفسير لغزٍ في لبنان المعاصر: لماذا فشل الانهيار الهائل بعد احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019 في توليد استجابات سياسية وأيديولوجية وتنظيمية موازية لحجم الأزمة. تعيد الورقة التنظير للدولة اللبنانية بعد الحرب الأهلية كنوع مختلف من "الدولة المتكاملة"، يعكس مسارًا بديلاً لتشكّل الدولة ومسيرة تاريخية خاصة بالعالم الجنوبي، تنتج أشكالاً للدولة، وشرائح طبقية، وتكوينات اجتماعية تختلف عن نظيراتها الأوروبية. في هذا السياق، لا تعمل المصالح الخاصة للنخب، الممثلة لشرائح طبقية مختلفة، من خلال تحديد المحتوى الأخلاقي للدولة في المجتمع المدني، ولا عبر تنظيم الرضى الشعبي على الجبهة الثقافية، بل تتقاطع هذه المصالح بشكل مباشر مع بنى الدولة ذاتها. يمكّن توسيع أدوات غرامشي المفاهيمية من حلّ الحدود بين الدولة والمجتمع، وتحليل كيف قامت النخبة الاقتصادية-السياسية بعد الحرب، والتي تمثل تحالفًا لشرائح طبقية متعددة، بوضع السياسات المالية والنقدية للدولة في خدمة تراكم رأس المال، وفي الوقت نفسه دمجت شرائح اجتماعية واسعة في النظام ما بعد الحرب من خلال حوافز زبائنية طائفية صارمة. وقد أدّى ذلك إلى تفكيك المصالح الطبقية العابرة للطوائف، وتوفير الشروط المادية اللازمة لتأمين مستوى من الرضى الأيديولوجي الطائفي، مما حال دون بروز بدائل سياسية قابلة للحياة في مرحلة ما بعد الحرب. كما أن عمليات الدولة المتكاملة بعد الحرب ضيّقت مجال المجتمع المدني، وهو الحيّز الذي يمكن من خلاله لقوى تنظيمية بديلة أن تنخرط في "حرب المواقع" بهدف تقويض الهيمنة الأيديولوجية للنظام الطائفي. وتدرس الورقة تشريح هذه الدولة المتكاملة بعد الحرب كما يتجلّى في الاقتصاد السياسي للكارتيلات.









